كيفكم؟
".
المدينة المنورة (السعودية) (ا ف ب) - على بعد بضع كيلومترات من المسجد النبوي الشريف بدات اعمال انشاء "مدينة المعرفة الاقتصادية" وهي مشروع طموح يهدف الى جعل المدينة المقدسة مركزا للمعرفة والتقنيات الحديثة.
ومدينة المعرفة الاقتصادية هي رابع مشروع مدينة جديدة يطلق في المملكة منذ 2005 بهدف خلق مناطق اقتصادية جاذبة.
واولى هذه المدن واكبرها هي مدينة الملك عبدالله الاقتصادية التي يتم بناؤها على مساحات شاسعة في منطقة رابغ على الساحل الغربي.
وقال عمرو الدباغ محافظ الهيئة السعودية العامة للاستثمار الهيئة الحكومية التي تهدف الى تشجيع الاستثمارات الاجنبية في المملكة ان مشروع المدينة الجديدة مستوحى من حوالى ثلاثة الاف منطقة اقتصادية خاصة موجودة في العالم لكن بميزات فريدة.
واضاف الدباغ في حديث مع وكالة فرانس برس "نحن نسمي هذه المدن مدنا اقتصادية لانها تحوي مكونات اكثر" مشيرا بشكل خاص الى الاحياء السكنية ومناطق العمل والتسلية وغيرها.
وكان الدباغ يتكلم على هامش منتدى استضافته المدينة المنورة وحضره على مدى يومين حوالى مئة عالم واكاديمي غالبيتهم من المسلمين من شتى انحاء العالم.
واعتبر الدباغ ان المدن الاقتصادية التي يتم بناؤها في السعودية "امكنة يمكن لسكانها ان يعملوا وان يكسبوا المال وان يعيشوا ايضا حياة هانئة".
واشار الدباغ الى ان هذه المشاريع "يطورها جميعها القطاع الخاص" فيما يقتصر دور الدولة على "حل المشاكل والتاكد من قيام بيئة مناسبة للاعمال".
وتندرج مشاريع انشاء هذه المدن الاقتصادية الضخمة في السعودية ضمن "الفورة" الاقتصادية الكبرى التي تشهدها المملكة اكبر مصدر للنفط في العالم.
ولكن بالرغم من العائدات النفطية الهائلة (94 مليار دولار في 2007 وتوقع تسجيل حوالى 700 مليار دولار من العادئات النفطية في 2008 و2009 بحسب دراسة حديثة) تركت الحكومة السعودية القطاع الخاص يمول هذه المدن.
وسيكلف انشاء مدينة المعرفة الاقتصادية لوحدها 30 مليار ريال (حوالى ثمانية مليارات دولار) وهي مدينة مصممة لتستوعب 130 الف نسمة.
واوضح الدباغ ان العامل الاساسي لاطلاق هذه المدن هو المردودية مشيرا الى انه يتم البحث حاليا في انشاء مدينتين اقتصاديتين اضافيتين عبر دراسة امكانية نجاحهما تجاريا.
وستؤوي هذه المدن الاقتصادية في السعودية في 2020 ما مجموعه 84 مليون نسمة كما ستسمح بخلق حوالى 1,2 مليون وظيفة.
وفي بلد نصف سكانه ما دون ال18 عاما يشكل خلق الوظائف عاملا حيويا لاسباب اقتصادية وايضا سياسية.
وبالنسبة لمدينة المعرفة الاقتصادية فان العنوان العام للمشروع هو المعرفة والعلوم مع تشديد على التعليم والصحة وتكنولوجيا المعلوماتية.
ويهدف مصممو المدينة خصوصا الى الاستفادة من صورة المدينة المنورة في العالم الاسلامي.
وفي حديث مع فرانس برس قال محمد باوزير رئيس الشركة التي تقوم ببناء المدينة ان المدينة المنورة "كانت مهد الحضارة الاسلامية" بعد الهجرة.
واضاف "لقد بدأ كل شيء هنا".
ويامل مطورو المدينة ان تستقطب العلماء المسلمين من شتى انحاء العالم وانما ايضا الشركات الاجنبية الراغبة في فتح قنوات تواصل مع العالم العربي والاسلامي.
لكن يبقى هناك علامات استفهام عديدة حول الهدف الحقيقي من انشاء هذه المدن ومدى استدامتها.
وقال اكاديمي اسيوي يدرس في احدى الجامعات السعودية لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه ان مدينة المعرفة الاقتصادية شانها شان باقي المدن الاقتصادية تعكس مشروعا عقاريا على النمط الذي نراه في دبي اكثر مما تعكس مشروعا تنمويا اقصاديا وعلميا.
واضاف "انهم يقومون بمشاريع بناء وعقار (..) انهم يقومون بذلك في عدة امامن وتحت عدة مسميات